الحجز قبل الخطوبة بين النجاح والإحباط!؟

اللهم صل على محمد وال محمد
من عادات وتقاليد المجتمعات القروية وأبناء العوائل تحديدا ، هو الحجز أو التسمية بالزواج لأبنائهم وبناتهم منذ صغرهم بل ومنذ نعومة أظفارهم ، فيقال مثلا أن فلانة من الناس مسماة إلى فلان أو العكس، فكم هو جميل حينما يكبران ويتحقق زواجهما ، لتصبح أحلامهما الوردية العذرية حقيقة بعد طول الانتظار ، ولكن هناك وجه مظلم قاتم لهذه العادة ذات الحدين ، وأصبح يزداد ظلاما كلما تقدم بنا الزمن وانفتح الناس على بعضهم البعض!!
الله وحده يعلم مدى حجم التحطيم النفسي والإحباط الذي يعتري من يفاجئ بين عشية وضحاها ، أن الفتاة التي كان يخالها مسماة له دهرا من الزمن قد تزوجت غيره ، أو من تظن أن الشاب المسمى لها قد تزوج غيرها ، في الغالب يكون الجاني على الطرفين في هذه الحالة هم الأهل ، إذ أنهم وبدوافع الطيبة (الساذجة) ،يزرعون في أبنائهم وبناتهم هذه الفكرة من دون أدنى تنسيق مسبق بين العائلتين (يعني نتاج حكي نسوان ومجالس) ، والمصيبة تكمن حينما يتم زرع هذه الفكرة لطرف دون علم الطرف الآخر ، ليعيش أحلام الانتظار الزاهية ويصدم بعدها بالخبر الصاعقة ، بان الشابة التي كان ينتظرها قد تزوجت غيره ، أو أن الشاب الذي كانت تنتظره قد تزوج غيرها !!
هذه المسألة البالغة الحساسية ، يجب أن يتم التعامل معها بجدية من قبل الأهل ، وليس بالتمني الذي قد يورث فيما بعد الحسرة والإحباط لأبنائهم ، فلا بد من وضع النقاط على الحروف في مسألة الزواج وحسمها، وكذلك بالنسبة للشاب و الشابة ، عليهما أن يتقبلا هذا الأمر بالتسليم والرضي لما كتب لهما ، ويضعوا في حسبانهما مسألة التوافق مع شريك العمر قبل كل شيء، ويدركا جيدا أن عجلة الزمن لن تتوقف عند هذا الشاب أو تلك الفتاة ، وأن الخيرة فيما اختاره الله ، ولعل هذا الفوات هو خير لهما ، لعلمه سبحانه وتعالى بعاقبة الأمور وخواتيمها ، وكما يقال ( الزواج قسمة ونصيب)
اللهم زوج عزابنا وعازباتنا واكتب لهم الخير والسعادة في الدارين يارب العالمين

رايكمـ الله يخليكمــ ـ